ميلاد مكتب جهوي للنقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام بجهة بني ملال خنيفرة
أكد المخرج السينمائي ورئيس جمعية المخرجين السنغاليين ومهنيي القطاع (سينيسيز)، موسى توري، اليوم الجمعة بالقنيطرة، أن الدول الإفريقية مدعوة إلى الاستفادة من التجربة المغربية الناجحة في مجال السينما الذي يشهد دينامية كبيرة بالمملكة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وقال توري في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش الدورة الأولى لتظاهرة “سينما بلا حدود” التي ينظمها اتحاد المخرجين والمؤلفين المغاربة بالقنيطرة احتفاء بالسينما السينغالية، إن المغرب يقدم نموذجا يحتذى في مجال النهوض بالقطاع السينمائي تحت قيادة جلالة الملك، سواء على المستوى الوطني أو الإفريقي.
وأبرز المخرج السنغالي، في هذا الصدد، العدد الكبير للمهرجانات السينمائية التي تنظم بالمغرب، بما في ذلك المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، والمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، والمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، وغيرها من التظاهرات التي تشهد على حركية المشهد السينمائي في المملكة.
كما أبرز توري أن الجهود التي يبذلها المغرب للنهوض بالسينما الإفريقية في إطار سياسة التعاون جنوب- جنوب التي ينهجها بقيادة جلالة الملك الذي يولي أهمية كبرى للشأن الثقافي، وتحضر المسألة الثقافية في مختلف الزيارات التي دأب جلالته على القيام بها إلى دول القارة.
وأشار توري أيضا إلى اتفاقيات الإنتاج المشترك والتبادل السينمائي تربط المملكة بعدد من دول القارة الإفريقية بما فيها السنغال وبنين وكوت ديفوار والسنغال ومالي والنيجر، والأحداث المشتركة التي تنظم في دول القارة للتعريف بأحدث الإنتاجات السينمائية الإفريقية.
وفي معرض حديثه عن التحديات التي تواجه الإنتاج السينمائي بالقارة، قال توري إن أكبر تحد يمكن رصده هو تحدي التمويل، معربا عن أمله في أن تحذو الدول الإفريقية حذو المغرب في هذا المجال من خلال تخصيص مكانة محورية في سياساتها للشأن الثقافي عامة والسينمائي على الخصوص.
من جهة أخرى، كشف توري أنه الآن بصدد تصوير فيلمين جديدين له بالمغرب والسنغال، يحكي أولهما قصة كتبها هو نفسه وتدروه أطوارها بالبلدين، بينها يتطرق الفيلم الثاني إلى قصة دخول الطريقة التيجانية من المغرب إلى بلاد التيرانغا.
وفي هذا الإطار، واعتبر رئيس جمعية المخرجين السينغاليين ومهنيي القطاع، التي تعد منظمة مهنية تجمع كل أطياف الإنتاج السينمائي بالسنغال، أن المشترك المغربي السنغالي ممتد في التاريخ والروابط التي تجمع البلدين تشمل مختلف المجالات، وهو ما يجعل من واجبنا نحن السينمائيين التعريف به والاحتفاء به عبر الشاشة الكبرى.
وفي معرض رده عن سؤال حول تظاهرة “سينما بلا حدود” التي تحتفي بالتجربة السينمائية المغربية، تحت شعار “المغرب – السنغال: جسر الثقافات عبر السينما”، قال توري إن الأمر يتعلق بفرصة مثلى للتعريف بسينما بلاده لدى الجمهور المغربي، معربا عن سعادته بالإقبال الذي شهدته عروض الأفلام السنغالية التي نظمت في إطار هذه التظاهرة.
وقال توري إن هذا هو المطلوب بالضبط على مستوى القارة الإفريقية، “أن نكتشف بعضنا البعض عبر السينما. أن تسافر أفلامنا عبر القارة، وأن يشاهدها الأفارقة على نطاق واسع”، مبرزا في هذا الصدد الفرصة التي أتاحتها التظاهرة لجمهور مدينة القنيطرة على واحد من أبرز وجوه الفن السابع في إفريقيا، المخرج السنغالي الراحل، عثمان سيمبين الملقب بأبي السينما الإفريقية.
وبحسب توري، فإن هذا النوع التظاهرات يشكل أيضا فرصة للالتقاء والنقاش بخصوص واقع السينما في القارة وسبل النهوض بها، وبحث شراكات في مجال الإنتاج السينمائي، وغير ذلك من القضايا ذات الصلة.
وتتواصل فعاليات الدورة الأولى لتظاهرة “سينما بلا حدود” إلى غاية 24 دجنبر الجاري. ويأتي تنظيم هذا الحدث السينمائي في إطار تنزيل اتفاقية التعاون “نداء الداخلة” الذي تم إرساء أسسه في أول لقاء ما بين اتحاد المخرجين والمؤلفين المغاربة وجمعية المخرجين السنغاليين.
ويضم برنامج التظاهرة التي انطلقت يوم 20 دجنبر الجاري، تقديم عروض سينمائية تحتفي بمجموعة من المبدعين السينغاليين، وتكريم المخرج السنغالي كلارانس ديلغادو، والباحثة الجامعية المغربية سناء الغواتي، ولقاءات فكرية تخص “التجربة السينمائية الاستثنائية للمخرج عثمان سيمبين الذي يعد أحد الأقطاب المؤسسة للفعل السينمائي بالقارة الإفريقية”.
كما تبحث هذه الدورة سبل تدبير الشراكة بين المغرب والسنغال في ما يتعلق بالإنتاج السينمائي، وذلك بمساهمة الغرف المهنية والمتدخلين في مسلسل الإنتاج في البلدين الشقيقين.
وحسب المنظمين، تشكل هذه التظاهرة السينمائية رافد حيويا لاكتشاف الفن السينمائي السينغالي والانفتاح على الثقافة السينمائية الإفريقية، وكذا تعزيز التعاون بين مهنيي الفن السابع وإرساء شراكات بينية تعنى بالنهوض بالفعل السينمائي في البلدين.