بعد جماعة النواصر، عامل الإقليم جلال بنحيون يعقد لقاء مع منتخبي جماعة اولاد صالح .
بابتسامة لا تفارق محياها، تستقبل رجاء بوحاج، عميد شرطة ممتاز، طبيبة أسنان، بمصلحة الصحة الولائية بولاية أمن سطات، مرضاها وكل الراغبين في الاستفسار عن الحالة الصحية لأسنانهم.
بعد تخرجها سنة 2010 من كلية طب الأسنان بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، عملت رجاء، ذات 39 سنة، وأم لطفل يبلغ من العمر ست سنوات، في القطاع الخاص لعدة سنوات قبل الالتحاق بالمديرية العامة للأمن الوطني، حيث خضعت المتدربة الشابة لفترة تكوين بالمعهد الملكي للشرطة، التحقت بعدها بعملها، في تجربة جديدة أعادت من خلالها اكتشاف ذاتها.
وسجلت العميد رجاء بوحاج في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنها اشتغلت في العديد من المدن المغربية في القطاع الخاص، منها الدار البيضاء، و تيزنيت، والداخلة، حيث كانت تمتلك عيادة لطب الأسنان لمدة ستة سنوات، قبل أن تقرر الاستقرار رفقة أسرتها الصغيرة بمدينة الدار البيضاء، التي افتتحت بها أيضا عيادة خاصة لطب الأسنان.
وفي لحظة معينة، تضيف رجاء، “شعرت برغبة في التغيير وبالتحديد، الانتقال من القطاع الخاص للعمل في القطاع العام”، مشيرة إلى أن فكرة تغيير المجال أو المهنة بشكل عام كانت تراودها، وهو ما صادف خلال هذه الفترة إعلان المديرية العامة للأمن الوطني عن مباراة توظيف تهم مجال تخصصها.
وفي سن السابعة والثلاثين “قررتُ اجتياز المباراة للإلتحاق بالإدارة العامة للأمن الوطني”، تقول رجاء بنبرة مليئة بالثقة في النفس، “وهو قرار لم يحظى في البداية بدعم الأسرة، لكن على الرغم من ذلك في بعض الأحيان ينبغي على المرء أن يؤمن بقراراته ويتشبث بأهدافه”.
وتضيف العميد ممتاز: “مرت على التحاقي بالمهنة سنة ونصف. بالطبع طبيعة العمل تفرض مجموعة من الإكراهات، لكن عموما يمكن القول إنها تجربة جيدة. وفي ما يتعلق بالإكراهات، أوضحت الدكتورة رجاء أن الأمر لا يتعلق بطبيعة العمل في حد ذاتها، وإنما يتعلق بمسألة الأمومة، ذلك أن الأمر يتطلب مجهودا أكبر للتوفيق بين الواجب الذي تقتضيه الأمومة ومتطلبات العمل”.
وأكدت، في هذا الصدد، أنها على الرغم من إدراكها أن هناك العديد من التحديات التي ينبغي أن تواجهها عند اختيارها الالتحاق بالمديرية العامة للأمن الوطني، استطاعت بفضل الدعم الذي تلقته من طرف أسرتها وزملائها أن تتجاوز كل الصعوبات.
الأمر لا يتعلق بطبيعة العمل في مجالها، تؤكد العميد ممتاز، ولكن الأمر يشمل جميع النساء الأمهات العاملات في شتى المجالات، “لأن الأمر يتطلب منهن مجهودا أكبر للتوفيق بين العمل والواجب الذي تقتضيه الأمومة”، مشددة على كون مكانة المرأة في المجتمع المغربي أو النقاش حول هذا الموضوع أصبحت اليوم موضوعا متجاوزا، لأن المرأة المغربية استطاعت أن تثبت ذاتها في كافة مجالات الحياة.
وتابعت: “أعتقد أن اختيار التغيير في أي سن أو فترة من الحياة هو قرار يتطلب الثقة في النفس والإيمان بالقدرات التي يمتلكها الشخص، لذلك أدعو كافة النساء المغربيات إلى التشبث بأحلامهن والتحلي بالإصرار والعزيمة لتحقيق ذواتهن”.