Vinkmag ad

“الشيعة ينصرون غزة أكثر من السنة” .. موقف الشيخ الريسوني يثير جدلا

[ad_1]

في الوقت الذي تشارف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على إكمال شهرها الحادي عشر، لا يزال الأفق ضبابيا بشأن توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل تزامنا مع ارتفاع حدة المعاناة التي يعيشها المدنيون في القطاع . وطيلة هذه المدة الطويلة لم تخفت الأصوات “المستنكرة” لحجم التضامن مع الرقعة الفلسطينية المحاصرة في أوساط الدول العربية، فيما لا يتواني بعضها عن “الدفع بتخلف هذه الدول عن تحمّل مسؤوليتها في هذا الإطار مقارنة بالجماعات الشيعية التي تسند حركة حماس”.

ويتجدد النقاش بشأن صحة هذه التصوّرات ومدى تأسيسها لـ”تطييف” التضامن مع غزة وفلسطين بشكل عام، مع اعتبار الفقيه المقاصدي والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني أن مسلمي الشيعة نصروا مقاومي فلسطين وقدّموا تضحيات “جساما” لم يبذلها أهل السنة.

وذكر الريسوني في مقال بعنوان “وأقيموا الشهادة لله” أن “المسلمين الشيعة أيدوا ونصروا إخوانهم المجاهدين في أرض فلسطين، وأبلَوْا في نصرتهم بلاء حسنا، وبذلوا في ذلك أرواحا وأموالا وأسلحة، وتضحياتٍ جساما، لم يقدم أهل السنة شيئا منها”.

وأضاف الريسوني أن هذه الشهادة “وجب أداؤها وإعلانها لمواجهة الحملات الجاحدة والمشككة الظالمة في شأن نصرة الشيعة للقضية الفلسطينية ولجهاد الشعب الفلسطيني”، لافتا إلى أنه يعوّل خلال شهادته “على الوقائع والأخبار المستفيضة المتواترة، ولا أبالي بالأقوال والظنون الخيالية المتهاترة”.

ونبّه مواكبون للقضية الفلسطينية إلى أن “نصرة غز ة يجب أن تنأى عن منطق التطييف والمفاضلة بين الشيعة والسنة بالنظر إلى كون البعد الديني لاحق على البعد الوطني في قضية فلسطين باعتبارها مسألة نضال شعب محتل بكافة أطيافه لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي”، معتبرين أن “التطييف قد يشكّل تسويقا سياسيا لجهات منخرطة في حرب غزة بأجندة سياسية صرفة”. فيما يحذر باحثون في الشأن الديني بدورهم من تشكيل “هذا السلوك تبخيسا للجهود التضامنية للإنسانية جمعاء، وانطوائه على دعوة مضمرة للتشيّع”.

“غير قابلة للتفاوض”

طالع السعود الأطلسي، الأكاديمي ورئيس اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، قال إن “نصرة غزة والتضامن مع القضية الفلسطينية عموما لا ينبغي أن يكونا موضوعا للمفاضلة بين السنة والشيعة أو غيرهما من الطوائف الأخرى، لأن البعد الديني في هذه القضية لاحق على بعدها الوطني، المتمثل في نضال شعب فلسطيني محتل من أجل انتزاع حقوقه المشروعة في إنهاء الاستعمار الإسرائيلي وإقامة دولته المستقلة”، مؤكدا أن “من قدّموا التضحيات الجسام في حرب غزة أو مختلف المحطات المفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية هم الفلسطينيون أنفسهم بشتى انتماءاتهم الدينية والطائفية، ولم يثبت أن تحدثت طائفة عن نضالها أكثر من غيرها”.

الأطلسي في تصريحه لالخبر 7 توقف عند “إسناد دول عربيّة سنيّة كثيرة، حكومات وشعوبا، لغزة وكامل فلسطين من منطلقات غير مذهبية أو طائفية، والمغرب خير نموذج في هذا الإطار؛ إذ قام الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش بمبادرات مهمّة لدعم صمود شعب فلسطين بالنظر إلى عدّه المسألة الفلسطينية قضيّة وطنية بالدرجة الأولى، وإنسانية وعربيّة إسلامية بالدرجة الثانية، دون أن يعتبرها مضمارا للسباق مع أي جهات شيعية أو غيرها”، مذكرا بأنه “خلال الحرب المستمرة على غزة أرسل المغرب، بتعليمات ملكية، دفعات مهمة من المساعدات الإنسانية، وخرجت ما لا يقل عن 5000 مظاهرة في مختلف مدن المملكة بكل حرية وتلقائية نصرة لشعبها المقاوم”.

وأوضح أن “تطييف التضامن مع غزة لا يخدم بأي حال القضيّة الفلسطينية، بقدر ما يهدد بتحويلها إلى ساحة للتسويق السياسي لبعض الجهات، التي تقوم بتحركات في حرب غزة ليس بدافع حميّة مسلم شيعي لأخيه المسلم السني المضطهد في هذه الحرب، وإنما خدمة لأجندتها واستراتيجياتها السياسية باعتبارها دولا وفرقا سياسية”، قبل أن يضيف “في حال كان التطرق إلى القضية الفلسطينية من منظور تاريخي، آنذاك وفقط يمكن جرد مواقف وتحركات الأحزاب الشيعية والسنية في محطات هذه القضية، على سبيل المثال في لبنان والعراق واليمن”.

“تبخيس ومنفذ للتشيع”

من جهته قال خالد التوزاني، الباحث في الشؤون الدينية ورئيس المركز المغربي للاستثمار الثقافي، إن “تطييف التضامن مع غزة من خلال الدفع بأن طائفة معينة أكثر تضامنا مع القطاع من غيرها من الطوائف الأخرى يلحق الضرر بالقضية الفلسطينية عوض أن يخدمها، إذ هو يمهّد للدخول في مناقشات طائفية وسياسية تستفيد منها الجهات الراغبة في إثبات سلطتها على الآخرين، وتلميع صورتها على حساب الشعب الفلسطيني، وتبخيس جهود الدول والشعوب الأخرى”، مشيرا إلى أن “القضية الفلسطينية بعد 7 أكتوبر غدت في بؤرة الاهتمام الإنساني، وحظيت بتضامن عفوي من مختلف دول وشعوب العالم السنية والشيعية وغير المسلمة بطرق امتدت من التنديد والاحتجاج إلى المطالبة بإغلاق السفارات الإسرائيلية، مرورا بمقاطعة بضائع الكيان”.

وأضاف التوزاني، في تصريح لالخبر 7، أن هذه “التصوّرات التي تدفع بمساندة الشيعة لغزة وفلسطين أكثر من السنة، الرائجة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يقودها بعض الدعاة والعلماء بوعي أو غير وعي، قد تكون منفذا لتعميق الخلافات بين الأمة الإسلامية، وهي تنطوي على دعوة مضمرة وغير مباشرة للشباب إلى التشيّع عبر استغلال الحماس والتعاطف الذي أبداه منذ انطلاق الحرب في غزة مع القضيّة الفلسطينية، في الوقت الذي فشلت محاولات تشييع عدد من الدول العربية، ضمنها المملكة المغربية، بالنظر إلى ما تتمتع به من مناعة روحية ودينية في ظل مؤسسة إمارة المؤمنين”.

واعتبر أن “عقد مقارنة بين الدول لترتيبها وفق معيار الأكثر تضامناً مع فلسطين لا يستند إلى أي أساس منطقي، لأن الحرب لم تنته، والمعركة متواصلة من جهة، ومن جهة ثانية فإن المملكة، كإحدى الدول القليلة التي استطاعت الوصول برا إلى عمق قطاع غزة لتقديم كميّات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى ساكنة القطاع المحاصر، لم تقم باستغلال جهودها التضامنية للدفع بريادتها في العمل التضامني والبذل والعطاء”، مبرزا أن “هذه الجهود ناشئة عن حرص المغرب، بريادة الملك محمد السادس، على حفظ كرامة الإنسان أينما كان، وعن علاقته الوثيقة بالقضية الفلسطينية التي تأتي على سلم أولوياته”.

[ad_2]

Vinkmag ad

Read Previous

فيفا يعلن شعار كأس العالم للأندية 2025

Read Next

شغيلة التعليم الأولي تنتقد “هزالة” الأجور والشراكة مع جمعيات المجتمع المدني

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Most Popular