المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالعيون : النقل المدرسي، أداة أساسية لتشجيع التمدرس بالوسط القروي

يشكل النقل المدرسي أداة أساسية في إطار الجهود التي تبذلها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم العيون، من أجل النهوض بالتمدرس بالوسط القروي

ويساهم النقل المدرسي بالمناطق القروية بشكل كبير في مكافحة الهدر المدرسي، وتسهيل ولوج التلاميذ إلى المؤسسات التعليمية، وتسهيل تنقلاتهم، وتحسين ظروف تمدرسهم.

كما يعمل النقل المدرسي على تشجيع تمدرس الفتيات في الوسط القروي، خاصة أنه يساهم في تقليل النفقات التي تضطر الأسر إلى تحملها لتمكين أبنائها من مواصلة دراستهم في ظروف جيدة.

وفي هذا السياق، تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اهتماما خاصا على مستوى إقليم العيون، بتنمية النقل المدرسي، في إطار برنامجها الرابع المتعلق بـ “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”، حيث تم اتخاذ العديد من الإجراءات والتي تم تنفيذها في السنوات الأخيرة لمكافحة الهدر المدرسي وتعزيز الولوج إلى التعليم.

ومكنت جولة قام بها فريق وكالة المغرب العربي للأنباء في المناطق المحيطة بجماعة فم الواد (20 كلم عن العيون)، من معاينة، عن كثب، الدور الرئيسي الذي يضطلع به النقل المدرسي في تعزيز تمدرس التلاميذ، لا سيما في صفوف الفتيات القرويات، فضلا عن دوره الحاسم في مكافحة الهدر المدرسي، من خلال توفير ظروف تعليمية مواتية لأكثر من مائة مستفيد.

وأكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بولاية العيون – الساقية الحمراء، محمد عبد ربو، بهذه المناسبة، أن النقل المدرسي ساهم في النهوض بتعليم التلاميذ ومحاربة الهدر المدرسي في المناطق القروية، وبالتالي تسهيل ولوجهم إلى المؤسسات التعليمية التي غالباً ما تكون بعيدة عن منازلهم.

وأضاف أنه تم خلال سنتي 2022 و2023، اقتناء حافلتين صغيرتين مخصصتين للنقل المدرسي بمبلغ إجمالي قدره 700 ألف درهم، تضمنان يوميا النقل لنحو 131 تلميذا من جماعة فم الواد، مشيرا إلى أنه تم تسليم هاتين السيارتين إلى الجمعية المسؤولة عن تدبير النقل المدرسي في هذه الجماعة.

وفضلا عن ذلك، قال إن تلاميذ قرية الصيادين “تاروما” الواقعة على بعد 50 كلم من العيون، يستفيدون أيضا من النقل المدرسي نحو “دار الطالب والطالبة بالعيون” في بداية ونهاية كل أسبوع.

من جانبه، أكد السيد محمد الشتوكي، رئيس الجمعية المكلفة بتدبير النقل المدرسي بفم الواد، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وجماعة فم الواد وشركاء آخرين في تعبئة دائمة من أجل التصدي بشكل فعال للهدر المدرسي بالمناطق القروية، من خلال ضمان نقل تلامذة السلكين الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي إلى مؤسساتهم بوسط فم الوادي والمرسى.

وأشار السيد الشتوكي، الذي يتولى إدارة النقل المدرسي بفم الواد منذ 2014، إلى أن هذه الخدمة تقدم مجانا لفائدة التلاميذ، بهدف تمكينهم من مواصلة دراستهم في ظروف أفضل وتجنب تنقل الأسر وأولياء أمور التلاميذ إلى مدينة العيون.

وأوضح أن النقل المدرسي بجماعة فم الواد يتوفر على خمس حافلات صغيرة تضمن النقل اليومي للتلاميذ (صباحا ومساء)، مؤكدا على دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وشركاء آخرين للتخفيف من الصعوبات المرتبطة بتنقلهم.