بعد واقعة بايتاس.. استغلال جديد لشاحنة جماعية يثير الجدل في سيدي إفني

أعاد الجدل الذي أثير حول ظهور شاحنة جماعية بلوحة ترقيم مغطاة أمام منزل الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، في سيدي إفني، فتح ملف استغلال الممتلكات العامة لأغراض شخصية، بعدما تفجرت فضيحة جديدة في الإقليم تتعلق باستخدام نائب رئيس جماعة أيت عبدالله لشاحنة الجماعة في بناء منزله الخاص.وكشفت فعاليات جمعوية ومدنية عن تفاصيل هذه الواقعة، معتبرة أنها تمثل استهتارا صارخًا بمبادئ الحكامة الجيدة، وتجاوزًا خطيرا للضوابط القانونية التي تحكم تدبير الممتلكات الجماعية.وجاء في بيان استنكاري أصدرته جمعيات محلية، أن المعطيات المتوفرة تشير إلى استخدام المسؤول الجماعي لشاحنة المجلس الجماعي في إنجاز أشغال خاصة، وهو ما اعتبرته استغلالًا للنفوذ وانتهاكًا لثقة المواطنين. وطالبت هذه الفعاليات بفتح تحقيق جاد ومستقل لتحديد المسؤوليات، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حق كل من تورط في هذه الممارسات التي تهدد نزاهة العمل الجماعي.ولم تتوقف ردود الفعل عند حدود الإدانات، بل تصاعدت المطالب بضرورة تعزيز آليات الرقابة والمساءلة لضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات، خاصة في ظل تنامي المؤشرات على ضعف الرقابة الفعلية على تدبير الموارد الجماعية. وأكدت الجمعيات المحلية أنها ستتابع هذا الملف عن كثب، وستلجأ إلى كافة الوسائل القانونية لضمان محاسبة المسؤولين عن أي تلاعب بالممتلكات العامة.وكانت حادثة سيارة جماعية تابعة للجماعة، والتي رصدت بلوحة ترقيم مغطاة أمام منزل مصطفى بايتاس في سيدي إفني، قد أثارت موجة من الاستنكار في الأوساط السياسية والمدنية. حيث ربط نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بين الحادثة ومؤسسة “جود”، التي توصف بأنها الذراع “الإنساني” لحزب التجمع الوطني للأحرار، وهو ما وضع بايتاس، القيادي في الحزب والوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، في دائرة الاتهام.ورغم أن العديد من قياديي حزب الأحرار قد نفوا أي ارتباط بين الحزب ومؤسسة “جود”، مؤكدين على استقلالية المؤسسة، إلا أن هذا التوضيح لم يُنه الجدل. وفي محاولة لتهدئة الأمور، خرج رئيس جماعة تيوغزة الحسين إدابير ليؤكد أن شاحنة الجماعة التي ظهرت أمام منزل بايتاس كانت تابعة لمساعدات جمعية “جود” وليس لسيارات الدولة، موضحًا أن المساعدات تم نقلها من الدار البيضاء بواسطة شاحنات “الرموك”.وأضاف أن شاحنة الجماعة كانت هناك لأسباب غير واضحة، مشيرًا إلى أنه لا يعرف سبب تغطية لوحة الترقيم، وأنه بصدد التحقيق لمعرفة ما إذا كان هناك خرق في تدبير الشاحنة.