Vinkmag ad

فاجعة أصيلة: براءة طفلة تحترق بنيران معلمة

سكوت مدينة أصيلة يكسر على وقع صرخات طفولة مغتصبة إنها ليست مجرد شكاية، بل كارثة إنسانية تتكشف تفاصيلها المروعة، لتلقي بظلالها القاتمة على ضمير مجتمع بأكمله. فتاة لا تتجاوز السابعة من عمرها، تحولت بين أيدي من اؤتمنت عليها إلى ضحية تعذيب ممنهج، يمارس عليها داخل حرم مؤسسة تعليمية كان من المفترض أن تكون ملاذا آمنا هذا ليس حادثا عابرا، بل زلزال يضرب أسس التربية والأخلاق، ويهز الرأي العام من أقصاه إلى أقصاه. والآن، يتجه والد الطفلة، بقلب مكلوم وروح محطمة، نحو وكيل الملك في المحكمة الابتدائية بأصيلة، مطالبا بالتحقيق في هذه الجريمة النكراء.الشكاية التي قدمها والد الطفلة، ليست مجرد كلمات على ورق، بل صفحات من الرعب الصارخ. فمنذ أن وطأت قدما هذه البريئة عتبة هذه المؤسسة الخصوصية تحولت حياتها إلى جحيم على يد هذه الأستاذة، التي تجاوزت كل حدود الإنسانية.لم يقتصر الأمر على سيل من الإهانات اللفظية، بل كان سما قاتلا يحقن في روح الطفلة يوميا. صراخ، سب، شتم بألفاظ نابية، تنمر وتحقير مستمرين، كانت بمثابة أدوات تعذيب نفسي ممنهج. “أنتِ مكلخة”، “الجواب خطأ يا غبية” هذه لم تكن مجرد كلمات، بل طعنات غائرة في كرامة طفلة. الأكثر بشاعة، والأشد فتكا بالروح، كان حينما تطالب هذه الأستاذة طفلة بريئة بـ “الانتحار والقفز من الشرفة”. نعم، لقد حولتها إلى وحش يتربص بها، فباتت الطفلة تفكر في القفز من النافذة كحل لإنهاء عذابها هذه الأفعال لم تدمر ثقة الطفلة بنفسها فحسب، بل اغتالت براءتها وحولتها إلى بيئة تعليمية سامة، تقودها نحو الهاوية.ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. ففي 8 أكتوبر 2024، تكللت هذه المأساة بـ اعتداءات جسدية همجية. مراسلات صوتية وكتابية عبر “واتساب” كشفت عن الكمات، الخدوش، والقرص في أنحاء جسد الطفلة الغضّ. وفي نوفمبر 2024، توسل أبوان مكلومان للأستاذة خلال لقاء تواصلي، لا لشيء سوى لوقف التعذيب الجسدي والنفسي الذي تتعرض له ابنتهما، لكن توسلاتهما قوبلت بـ صمت قاتل واستهتار مخيف.الذروة المروعة لهذه الاعتداءات الوحشية بلغت أوجها في 27 مايو 2025. في ذلك اليوم المشؤوم، قامت الأستاذة بضرب الطفلة “ضربا مبرحا” وانهالت عليها بوابل من السب والشتم داخل الفصل، ثم أخرجتها منه بعنف وهمجية لا تصدق. هذه الواقعة، التي أكدها تلاميذ كانوا شهود عيان على هذه الجريمة، موثقة بكاميرات المؤسسة، وكأن الجلاد أراد أن يوثق جريمته بنفسه. الأدهى من ذلك، أن الاعتداءات تركت آثارا لا تمحى على جسد الطفلة، وشهادة طبية أثبتت مدة عجز، بينما أحالها الطبيب على طبيب نفسي للأطفال، الذي أكد معاناتها من حالة نفسية مرضية خطيرة تستلزم علاجا إلزاميا.لقد خلفت هذه الممارسات الإجرامية تداعيات كارثية على حياة الطفلة الصغيرة. فالطفلة تعيش الآن صدمة نفسية حادة، تتجلى في رعبها الشديد من الذهاب إلى المدرسة، وانزوائها على ذاتها كقطعة ثلج تتجمد، وصعوبات في النطق، وعلامات رعب بمجرد ذكر اسم المعتدية. كما سجلت الشكاية تراجعا دراسيا حادا، وانهيارا في قدرتها على المراجعة المنزلية، مما يهدد مستقبلها التعليمي بل وحياتها بأكملها بشكل مباشر. والمفجع أن الطفلة كانت تخشى البوح بما تتعرض له خوفا من انتقام الأستاذة الوحشية، ما يؤكد الطبيعة الممنهجة لهذا السلوك العدواني الذي كان يهدف إلى تحطيم هذه الطفلة البريئة.لقد أحدثت هذه القضية صدمة عميقة، بل فجوة دامية في نفوس سكان أصيلة، الذين عبروا عن غضبهم واستنكارهم الشديد لهذه الممارسات التي تتنافى مع أبسط حقوق الطفل وكرامته. إن الأسر والجمعيات الحقوقية بالمدينة تتابع القضية عن كثب، مؤكدة على ضرورة حماية براءة الأطفال داخل الفضاء التعليمي، قبل أن تسحق هذه البراءة تحت أقدام أمثال هذه المعلمة.تضع هذه القضية الصادمة مجتمع أصيلة أمام تحدٍ مصيري، وتدعو إلى مراجعة شاملة لآليات الرقابة والحماية داخل المؤسسات التعليمية، لضمان ألا تتكرر مثل هذه الفاجعة التي كادت تدمر حياة طفلة بريئة، بل كانت على وشك إنهاءها. الأمل معقود على يد العدالة لإنصاف هذه الطفلة، ولردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على فلذات أكبادنا، فبراءة الأطفال ليست مجرد شكاية فردية، بل هي صرخة استغاثة من طفلة تعرضت لظلم فادح، وتذكير مؤلم بأن مسؤولية حماية أطفالنا هي أمانة في عنق المجتمع بأسره، وأن أي تقاعس في هذا الجانب هو تهاون لا يغتفر. فهل ستجد هذه الطفلة العدالة التي تستحقها، وهل سيشكل هذا الحادث نقطة تحول لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي في مدارسنا؟

Vinkmag ad

Read Previous

حموشي يؤشر على تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بعدد من المدن

Read Next

درك طماريس يُحبط تهريب طُنّيْن من المخدرات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Most Popular