اعتداء شنيع على مراسلنا بسطات أثناء تغطيته لحريق وسط المدينة
الخبر7 / مراد زيدالي
في قلب الأحداث، وبين زحمة التفاصيل اليومية، يقف المراسل الصحفي كحلقة وصل أساسية بين الواقع والمجتمع، ناقلًا للخبر، راصدًا للتطورات، وشاهدًا على المتغيرات التي تصنع حاضر المغرب وتؤسس لمستقبله. إنه الصوت الذي ينقل الحقيقة من الميدان، والصورة التي تكتمل بها رؤية المواطن لما يدور حوله.
يلعب المراسل الصحفي دورًا حيويًا في الإعلام المغربي، من خلال تغطيته للأحداث الميدانية، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي. فهو لا يكتفي بتناقل المعلومات، بل يحقق، ويدقق، ويقدّم الصورة الكاملة بلغة مهنية وأسلوب موثوق، بما يتماشى مع أخلاقيات المهنة ومتطلبات المصداقية.
المراسل هو أول من يصل إلى أماكن الكوارث الطبيعية، أو الحوادث، أو الاحتجاجات، أو المؤتمرات، ويعمل غالبًا في ظروف صعبة من أجل تمكين الرأي العام من الاطلاع على الحقيقة كما هي، دون تزييف أو تحريف.
لكن هذه المهمة لا تخلو من المخاطر والتحديات. فالمراسل الصحفي في المغرب، كما في باقي دول العالم، قد يتعرض للتهديد أو الاعتداء اللفظي أو الجسدي، لا سيما أثناء تغطية الاحتجاجات أو كشف قضايا الفساد أو العمل في أماكن النزاع الاجتماعي. وفي بعض الأحيان، يُمنع من التصوير أو يُصادر معداته، وقد يجد نفسه في مواجهة ضغوط سياسية أو إدارية لثنيه عن أداء واجبه.
هذه المخاطر لا تؤثر فقط على المراسل كفرد، بل تترك أثرًا مباشرًا على حرية الصحافة واستقلالية الإعلام، وهو ما يجعل من حماية المراسلين ضرورة ملحة لحماية الحق العام في الوصول إلى المعلومة.
إن المجتمع المغربي، بمختلف مكوناته، مدعو إلى الوقوف إلى جانب المراسل الصحفي، وتقدير الجهد الذي يبذله من أجل خدمة المصلحة العامة. ويشمل هذا الدعم احترام عمله في الميدان، وتوفير البيئة القانونية والمهنية التي تضمن أمنه وسلامته، وتمكينه من الوصول إلى المعلومات دون عراقيل.
كما أن على مؤسسات الدولة، من سلطات محلية وأمنية، التعامل مع المراسل كفاعل أساسي في تكريس الشفافية، وليس كخصم أو متطفل، بينما يقع على كاهل المؤسسات الإعلامية واجب تأهيل المراسلين وتوفير المعدات والحماية الكافية لهم.
إن الاعتراف الحقيقي بدور المراسل الصحفي في المغرب لا يكون بالشعارات، بل بالفعل والممارسة. فهو يجسد الضمير المهني في زمن كثرت فيه الإشاعات وتضاربت فيه الروايات. ومن خلال دعمه، نؤسس لإعلام مسؤول، ومجتمع شفاف، وديمقراطية حقيقية.
