▪️و فيما يلي نص البيان المنشور على الصفحة الرسمية لأولتراس ليبيرطا 13:
” يوسفية برشيد… ذاكرة مدينة لا تحتمل النسيان
أيها السادة،
إننا نتوجه إليكم اليوم بقلوب مثقلة بالأسى، وأصوات محمّلة بمسؤولية تاريخية، لنطرح سؤالًا جوهريًا يفرض نفسه بإلحاح: إلى أين يسير نادي يوسفية برشيد؟
فلا جمع عام يحدد الرؤية، ولا تداريب تؤسس للجاهزية، ولا انتدابات تبعث الأمل في غد قريب. إننا أمام فراغ تنظيمي خطير قد يجر هذا الكيان من تعثرٍ إلى سقوط، ومن سقوطٍ إلى هاوية قد يصعب منها النهوض. والحقيقة التي لا جدال فيها أن القسم الوطني للهواة، بما يحمله من صعوبات وتحديات، ليس محطة عابرة، بل امتحان عسير قد يعصف مجددًا بآمال الجماهير إن لم يتم تدارك الأمر بحكمة وشجاعة.
نحن ندرك أن لكل فارس كبوة، ولكن الكبوة الحقيقية لا تكون في السقوط، بل في الاستسلام، في التكرار الأعمى للأخطاء نفسها: تجديد عقود بلا رؤية، الإبقاء على عناصر لم تضف سوى مزيد من الانكسارات، وإدارة تحتمي بالصمت بدل تحمل المسؤولية.
أيها السادة،
إن يوسفية برشيد ليست فريقًا رياضيًا فحسب، بل هي مرآة لروح المدينة، ومتنفس لشبابها، ورمزٌ لكرامتها الجماعية. سقوطها ليس مجرد خسارة نقاط في جدول الترتيب، بل هو انكسار في ذاكرة جماعية لطالما اعتبرت هذا النادي ركيزة للانتماء والهوية.
لقد تابع الرأي العام المحلي دعمكم المباشر واللامباشر لأندية أخرى بالمدينة في محطات سابقة، وهو دعم اعتُبر حينها دليلًا على وعيكم العميق بدور الرياضة في التنمية. واليوم، أمام وضع كارثي يعيشه النادي الأمّ، يُطرح السؤال بمرارة: أليس نادي يوسفية برشيد أولى بهذا الدعم؟ أليس من العدل أن يحظى الفريق الذي صنع اسم المدينة ورفع رايتها بوقفة مسؤولة في أصعب أزماته؟
إننا لا نطلب المستحيل، ولا نلتمس إلا الحد الأدنى من الواجب: التدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتجنيب النادي شبح سنة بيضاء أو اعتذار يقتل ما تبقى من الأمل. إن مسؤوليتكم أمام الله، وأمام ساكنة برشيد، وأمام التاريخ، أن تبرهنوا أن هذه المدينة لا تتخلى عن أبنائها حين يشتد البلاء.
إن ترك يوسفية برشيد يواجه مصيره وحيدًا ليس فقط ظلمًا لنادٍ عريق، بل هو أيضًا تراجع عن قيم العدالة، وإضعافٌ لمسار شباب المدينة، وضربٌ لصورة برشيد كفضاءٍ قادر على التماسك والنهوض.
ختامًا، نعيد التذكير أن سقوط الفرق ليس نهاية، لكنه يصبح كذلك حين يغيب التضامن. واليوم، الكرة بين أيديكم، والأمل معلّق على قراركم.
يوسفية برشيد ملكٌ لمدينة بأكملها، وليست إرثًا يتوارثه الأشخاص.
والله ولي التوفيق. “
