بعد جماعة النواصر، عامل الإقليم جلال بنحيون يعقد لقاء مع منتخبي جماعة اولاد صالح .
قال جامع بيضا، مدير مؤسسة أرشيف المغرب، إن التثمين الحاصل اليوم لتعدد الهوية المغربية وإنصاف المكون المغربي اليهودي، كان مصدره المحيط الأكاديمي والملك محمد السادس، لا الأحزاب السياسية.
وفي محاضرة بمونبولييه اهتمت بالمؤرخ المغربي حاييم الزعفراني، ذكر بيضا أن البحث الأكاديمي المغربي، والمؤرخين خاصة، لم يسيروا في خط الأحزاب السياسية التي “تحمل جزءا من مسؤولية” ما حدث للذاكرة المغربية، لأن المؤرخ ينبغي “ألا يتبع الضغوط الإيديولوجية”.
وذكر المؤرخ والمسؤول أن “الدور المهم للمغاربة اليهود في تاريخ البلاد” قد أبرزه المؤرخون، بعدما همشته النزعتان العروبية والوطنية، لأن العمل التاريخي، في المونوغرافيات على سبيل المثال، التي تهتم بالحفر عميقا في تاريخ منطقة من المناطق، سلط الضوء على تعدد المغرب تاريخيا، وأنتج أطروحات متعددة ذات قيمة لم تنشر جميعها”.
وذكر بيضا أن اعتبار الأجيال الجديدة من المغاربة اليهود “آخرَ” بعيدا، “لا علاقة لها بالتاريخ المغربي، وهذا من عيوب التعليم المغربي”، ومن الأسباب أيضا “المحتل الأجنبي والتفرقة، حيث رفع من شأن التميّزات التي يفترض أن تكون غنى وتعددا نشاركه ونحتفي به”، لكن بدأت سيرورة معاكسة “نتملّك فيها تاريخنا”؛ “تأخرت لكن نسعد بأنها أخذت طريقها”.
وأكّد مدير أرشيف المغرب أن “التاريخ المغربي، الذي كان فيه اليهود المغاربة منذ ألفي سنة، وكان المسيحيون، ثم المسلمون، لا يمكن أن يمحى بإرادة إيديولوجية”؛ فالتاريخ “ليس قائمة طعام نختار منها ما نريد”، ثم أثنى على الوعي الذي ينتشر بعد جهود مسؤولة وأكاديمية لعدم نسيان تاريخ البلاد، رغم انتقال عدد اليهود المغاربة من 300 ألف عند الاستقلال، إلى ما بين 3000 و4000 اليوم، بعدما حدث “انتزاع من الجذور لحضارة بآلاف السنين”، اختارت معها “قوى مغربية النسيان”.
ووصف بيضا المؤرخ الراحل حاييم الزعفراني بـ”المفكر البارز لليهودية المغربية”، وذكر بمنح عائلته أرشيفه إلى “مؤسسة أرشيف المغرب”.
وفسر المتحدث “الانفتاح الفكري للزعفراني” بمنشئِه الصويرة، “التي تلقى فيها تعليما حديثا وتقليدا، بالثقافة اليهودية والثقافة العربية الإسلامية”، وارتباط هذه المدينة بـ”المحيط الأوسع” المغرب.