بعد جماعة النواصر، عامل الإقليم جلال بنحيون يعقد لقاء مع منتخبي جماعة اولاد صالح .
على بُعد حوالي 10 كيلومترات من عاصمة جهة بني ملال خنيفرة، يقطن بنمداغ محماد (75 عاما) مع أبنائه لمدة تزيد عن 40 عاما، في بيت جدرانه من الطين والحجر وسقفه من القصدير والبلاستيك وأغصان الأشجار. وهو بيت في حاجة ماسة إلى الإصلاح ولا يتوفر على شبكة الربط الفردي بالكهرباء.
ومحماد بنمداغ واحد من بين العشرات من المواطنين القاطنين بمنطقة تاصميت التابعة لجماعة فم العنصر بإقليم بني ملال، الذين يعتمدون على ضوء الشموع والغاز وفي أحسن الأحوال على الطاقة الشمسية، بالرغم من أنهم جميعا يُطلون من جبال تاصميت الشامخة ذات الصيت العالمي على مدينة بني ملال ذات المناظر الأخاذة.
ويحكي الرجل بلغة عربية متكسرة وساخرة: “في إحدى سنوات القرن الماضي استبشرت الساكنة خيرا لما علمت أن السلطات ستعمل على تشييد مستوصف صحي بالمنطقة مختص في أمراض الرئة؛ إلا أنه بعد الانتهاء من الأشغال وبروز البناية في أعلى الجبل بهندستها المعمارية الجميلة، تبخرت أحلام الناس، بعدما اكتشفوا أن البناية ليست سوى مشروع استثماري سياحي لمسؤول كبير آنذاك”.وتابع المتحدث: “في هذه المنطقة حياة الناس أشبه بقصص الخيال، أغلب الأسر الهشة تكابد في صمت وحزن، جراء الوعود الزائفة للمنتخبين.. لا شيء تحقق على أرض الواقع منذ سنوات، باستثناء الماء الشروب ومقطع طرقي دشنه والي الجهة مؤخرا، ومدرسة ابتدائية تندب حظها وتعكس بامتياز واقع التعليم بالمنطقة”.واسترسل محماد: “أنه جرى وضعُ أعمدة الكهرباء منذ حوالي أربع سنوات تقريبا بهذه المنطقة الزاخرة بمؤهلاتها الطبيعية؛ غير أنه إلى حد الساعة تمّ ربط فقط بعض بنايات الدولة المعدودة على رؤوس الأصابع، بينما باقي الدور السكنية الموجودة في منطقة تصميت وبويمورا وأماكور وايت إسحاق واغوردان..، لا تزال تترقب مبادرة من المسؤولين”.