بعد جماعة النواصر، عامل الإقليم جلال بنحيون يعقد لقاء مع منتخبي جماعة اولاد صالح .
أفاد عبد الله بيدود، القنصل العام للمملكة المغربية بجزر البليار، أنه “من الضّروري حماية حقوق الأطفال في جبهة البوليساريو وإنقاذهم من التجنيد الذي تتورط فيه الجبهة”، موضحا أن “المساعدات المقدمة من إسبانيا يجب أن تراعي هذا الجانب، فاستضافة الأطفال من طرف عائلات بالجزر سنويا لمدة 15 يوما ليست كافية لحمايتهم من الضغوط المتواصلة عليهم لإشراكهم في حرب مزعومة”.
وأضاف القنصل، الذي يشغل المنصب ذاته منذ سنة 2021، في حوار خصّ به صحيفة “أولتيما هورا” الإسبانية، “أن الأطفال منذ خمسين سنة وهم في وضع الضياع؛ لذا، يجب أن ننهي هذا النزاع المفتعل حتى يتوقف الفقر بالمنطقة ويتمكنوا من التوفر على بيوت آمنة ولائقة، تخرجهم من الحصار الذي تفرضه المخيمات في تندوف”.
وقال بيدود: “هذا الصراع المتعلق بالصحراء مفتعل، وإذا تم تفسيره جيدا، سيفهم الجميع تغير الموقف في إسبانيا. لقد قيل الكثير عن الاستفتاء باعتباره الحل الوحيد الممكن، لكن مشروع الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب، كحل حقيقي وسلمي، يحظى بدعم الأمم المتحدة، ولم تطرح فكرة الاستفتاء منذ سنوات طويلة”.
وأكد المحاوَر ذاته أنه “في الأقاليم الجنوبية، أي الصحراء المغربية، هناك 84 في المائة من الصحراويين الذين انضموا للمشروع وصوتوا في الانتخابات المحلية والوطنية”، مضيفا: “وهناك نواب وأعضاء في البرلمان المغربي يمثلون تلك المناطق؛ هناك ثورة بين الصحراويين أنفسهم، وهناك حركة ملتزمة بتغيير الاستراتيجية لصالح الحكم الذاتي، حتى من طرف بعض الذين لم يدعموا هذا المقترح قط”.
وجوابا على سؤال الموقع الإسباني بخصوص تدريس الدين الإسلامي كمقرر اختياري في عدة مراكز في مايوركا بجزر البليار، والتي استفاد منها، في العام الماضي نحو 670 طالبا، أكد القنصل المغربي أنه “من الجيد أن يتم تطبيق الحق في معرفة الدين والثقافة الأصلية، كما تدعمه القوانين الدولية”، مشيرا إلى أنه “من الإيجابي أيضا أن يتم منح القاصرين هوية إيجابية”.
ومضى شارحا: “هنا، نحن لا نتحدث عن اللاهوت، بل فهم عناصر ثقافية، لأن الإسلام ليس فقط عقيدة سلوك مع الألوهية، بل هو قيم: لا تكذب، لا تسرق، لا تخون، ولا تتحدث بسوء عن الآخر”، مستطردا أنه “يجب أن تكون التيارات السياسية والعقائدية خارج المساجد والمدارس، لكون قيم التسامح والعيش المشترك جد مهمين هنا”.
ونفى بيدود إمكانية أن “يُحدث ذلك شرخا في الهوية في جزر البليار، مثلما يحدث في فرنسا”، موضحا: الأمر مختلف عن الذين قدموا من المغرب منذ 50 عاما، لإسبانيا لأجل العمل مثلا، فالذين ولدوا هنا لا ينبغي أن يشعروا بأنهم أجانب، لكن لا ينبغي لهم أن ينسوا أصلهم أيضا، فالتوازن مطلوب، عبر تأهيل الشّق التربوي لتحسين التكامل في هذا الجانب”.