Vinkmag ad

التساقطات تحيي آمال سكان الواحات .. ومطالب بتلقيح سحب الجنوب الشرقي

خلقت التساقطات المطرية الأخيرة على مستوى مناطق الجنوب الشرقي، التي تعرف إجهادا حادا في المياه، اطمئنانا لدى الإنسان الواحي و”الكائن الفيلالي” بشكل عام، متوقعين أن “يكون الموسم الفلاحي المقبل على غير العادة، وبمردودية أفضل من السنة الفائتة التي تأثرت على إثرها مناطق الواحات بالحرائق وبتداعيات الجفاف الهيكلي”، متريثين “موجة أخرى” من التساقطات الوفيرة لتؤكد هذه “التوقعات الرائجة في قلوب الساكنة”.

هطول الأمطار نهاية الأسبوع حمل آمالا بخصوص “التقليص من حدة شح المياه الذي تعاني منه قصور وقرى ومدن المغرب الشرقي”. ولذلك، تناقل الفاعلون البيئيون في المنطقة الصور المتعلقة بالتساقطات للإشعار بأن الغيث أنعش طموحات الفلاحين بخصوص “موسم زراعي مميز”، منتظرين طرح “خيار تلقيح السحب في هذه المناطق بالجدية المطلوبة وتشييد سدود تلية”.

“مغرب ينتعش”

جمال أقشباب، رئيس جمعية أصدقاء البيئة، أفاد بأن “الأمطار الأخيرة التي سجلتها مناطق الجنوب الشرقي خلال نهاية الأسبوع المنقضي كانت مهمة؛ لأنها أسهمت بشكل كبير في إنعاش الفرشة المائية، وفي إعادة نوع من الحياة إلى الواحة التي صارت في السنوات الأخيرة تشكو عطشا يتجاوز ظمأ الإنسان”.

وسجل الفاعل البيئي، ضمن تصريحه لخبر سات، أن “سدود المغرب الشرقي عرفت، بدورها، بعض التحسن؛ وهذه إشارات إيجابية نتمنى أن تتواصل”.

وأضاف أقشباب: “بعض من الأمن المائي توفر لكثير من المناطق؛ بالنظر إلى تحسن طفيف في حقينة السدود. ونتريث قادم الأيام لنعرف هل سيكون هناك جديد على مستوى التساقطات التي تنتظرها ساكنة المجتمعات الواحية”، مشددا على “ضرورة التفكير في سدود تلية؛ لأن العديد من مياه التساقطات تضيع في الصحاري بدون أن يستفيد منها السكان، خصوصا أن المنطقة تعيش إجهادا مائيا خطيرا”.

وعلى الرغم من الخلاف السائد بخصوص نجاعة عملية تلقيح السحب، أكد المتحدث على “جدوى الانتقال نحو هذا الخيار وتسخير الغيوم التي تدخل ضمن مجالنا الجوي لتجاوز الجفاف البنيوي، خصوصا على مستوى هذه المناطق التي تعرف ندرة عالية في الموارد المائية السطحية والجوفية”.

وأبرز أن “هذه العملية تعد ناجعة في الوقت الحالي، شريطة أن نضمن لها نوعا من الحكامة في تدبير هذه الموارد حتى لا نسقط في الأخطاء القديمة نفسها التي أدت إلى كوارث حقيقية في ما يتعلق بالماء”.

ونادى الفاعل البيئي بـ”تخليص المنطقة من الزراعات غير الذكية وتفعيل المراقبة في حق الضيعات التي تحفر الآبار بشكل عشوائي وفي جنح الظلام”، معتبرا أن “كل تساقطات مطرية تبعث آمالا كبيرة في نفوس ساكنة المغرب الشرقي، تهددها أنانية بعض مافيا البطيخ الأحمر التي لا تفكر سوى في مصالحها الاقتصادية على حساب الأمن المائي للمنطقة بأكملها”، خالصا إلى أن “التدخل ضروري”.

“صدى طيب”

عبد الوهاب نجيب، فاعل بيئي ومدني بالجنوب الشرقي، قال إن “الأمطار الأخيرة خلقت صدى طيبا لدى السكان الذين لم يتوقفوا عن الدعاء لنيل المزيد من رحمة السماء”.

وفي هذا الصدد، لفت نجيب، ضمن تصريحه لخبر سات، إلى أن “السكان يعرفون جيدا معنى الجفاف بحكم تكوين المناخ في المنطقة. والغيث كان هو الموضوع الطاغي على التداول الشفوي طيلة هذه الأيام؛ ووجود بعض التساقطات سيعطي دفعة للعمل وإعادة المياه إلى مجاريها إذا تواصلت التساقطات بنفس الوتيرة”.

وعوّل الفاعل البيئي والمدني بالجنوب الشرقي على “هذه الزخات في إنهاء جملة من المشاكل التي تعيشها الواحة؛ الأمر الذي خلف تدهورا بينا، على المستويين الاقتصادي والاجتماعي”، معتبرا أن “الأمطار وحدها تستطيع أن تحد من اللجوء البيئي الذي جعل السكان يفرون من واقع لم يعد يوفر شروط العيش الكريم مثلما كان الوضع حين كان ريّ الأراضي يتم وفق شروط عقلانية وضامنة لاستدامة الموارد المائية عكس الزراعات الدخيلة على المنطقة”.

ودعم المتحدث عينه المقترح الذي تقدم به أقشباب بخصوص “تكثيف اللجوء إلى تلقيح السحب وفق تصور استراتيجي واضح بمردودية متوقعة”، معتبرا أن “التقنيات العصرية المماثلة تقدم للمغرب حلولا يمكن أن يستفيد منها على مستوى المناطق التي تعرف خصاصا مائيا”، مبرزا أن “موارد المياه تعد الرهان المتبقي الذي يمكن التعويل عليه لإعادة الحياة إلى الواحة واستمرار شعور السكان بالاطمئنان وبأن شبح العطش لا يتمتع بمصداقية كبيرة”.

Vinkmag ad

Read Previous

قطارات المغرب تنقل 26,4 مليون مسافر

Read Next

التساقطات تنعش الفرشة المائية بتنغير

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Most Popular