الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسانحاصلة على الصفة الاستشارية لدى الأمم المتحدة
-اهتز الرأي العام الوطني على وقع الجريمة النكراء المتمثلة في اغتصاب طفل قاصر يتيم خلال فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار بإقليم الجديدة، وهي جريمة شنيعة تعكس عمق الخلل في السياسات العمومية الخاصة بحماية الطفولة، وتفضح الواقع المأساوي الذي تعيشه الفضاءات العمومية بالمغرب.
أولا:تؤكد الرابطة أن هذه الجريمة ليست حادثًا معزولًا، بل هي نتيجة طبيعية لـ غياب استراتيجية وطنية لحماية الأطفال، حيث يعيش مئات أطفال الشوارع دون أي حماية أو رعاية، يتجولون بين خيام المواسم ويتعرضون لكل أشكال الاستغلال والاعتداء، في غياب أي تدخل من الجهات المسؤولة.
ثانيا:تحمل الرابطة الجهات المنظمة للموسم، إلى جانب السلطات المحلية، المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة، في ظل:غياب تام لأي مراقبة على الخيام التي تتحول إلى فضاءات مغلقة لممارسات منحرفة.انتشار المخدرات والخمور بشكل علني داخل الموسم دون حسيب أو رقيب.
تحول بعض الخيام إلى أوكار للدعارة، بما فيها دعارة القاصرات، في انتهاك صارخ للقوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية.
ثالثا:تؤكد الرابطة أن هذه المظاهر تشكل جرائم منظمة في خانة الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي للأطفال، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً من الدولة لا يقتصر على المتابعة القضائية للجناة، بل يشمل محاسبة المسؤولين عن تنظيم هذه التظاهرات دون احترام شروط الحماية والأمن.
رابعا:تجدد الرابطة مطالبتها بــ:تشديد العقوبات الجنائية على جرائم الاغتصاب وهتك عرض الأطفال دون أي إمكانية للعفو أو التخفيف.فتح تحقيق قضائي عاجل ومستقل لتحديد المسؤوليات الجنائية والتنظيمية في هذه الجريمة.
تفكيك شبكات المخدرات والدعارة التي تنشط بالمواسم، ومحاسبة المتورطين والمتسترين.إحداث لجنة وطنية لمراقبة المواسم والتظاهرات الشعبية لمنع تكرار مثل هذه الكوارث.إقرار برامج عاجلة لحماية أطفال الشوارع واليتامى من الاستغلال، عبر الرعاية المباشرة والتأهيل الاجتماعي.
إن الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، إذ تدين بأشد العبارات هذه الجريمة وما يرافقها من مظاهر انحراف خطيرة داخل المواسم الشعبية، تؤكد أن التساهل مع هذه الأوضاع يمثل تواطؤًا مفضوحًا، وأن حماية الطفولة مسؤولية جماعية ملزمة دستوريًا ودوليًا.
وعليه، ندعو السلطات القضائية والأمنية إلى التحرك الفوري والحازم لإنصاف الضحية، محاسبة الجناة، ومساءلة كل من سمح بتحول موسم يفترض أن يكون تراثيًا وثقافيًا إلى بؤرة للجريمة، المخدرات، والدعارة المنظمة.
حرر بالمملكة المغربية في: 19 غشت 2025 عن المكتب التنفيذي الرئيس الوطني للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان
إدريس السدراوي
