بعد جماعة النواصر، عامل الإقليم جلال بنحيون يعقد لقاء مع منتخبي جماعة اولاد صالح .
يضع محمد زوجته المصابة على “نعش الموتى” بمساعدة أصدقائه في القرية، ويحملها مسافة طويلة لكي يوصلها إلى فرق البحث والإنقاذ في المركز القروي، بينما تخترق صرخات ألمها صدر السبعيني الذي يعيش على الترقب والانتظار لتجاوز المأساة الاجتماعية.
بعد ساعات من الانتظار تصل مروحية عسكرية تابعة للقوات المسلحة الملكية إلى مركز “إيغيل” لنقل المصابة، بعد التنسيق مع العناصر الميدانية، بالنظر إلى صعوبة التضاريس التي يصعب معها مرور سيارة الإسعاف التي تظل حبيسة الاختناق المروري لمدة طويلة.
هنا بدوار “تيمصلاح” مطامح الساكنة في عودة الحياة شبه الطبيعية آخذة في الكبر بعد تناسل أخبار فك العزلة عن مركز قرية إيغيل، لكن مازالت عدة دواوير أخرى محكومة بدائرة من المأساة والوجع، حيث تحالفت الظروف الطبيعية القاسية مع كارثة الزلزال ضد كرامة الأسر القابعة في التهميش.
النهار طلع منذ ساعات بحرارة مبكرة. حوالي الساعة الثامنة صباحا شددنا الرحال صوب قرية “تيمصلاح” التي تبعد عن مركز بؤرة الزلزال “إيغيل” بأكثر من 30 كيلومترا، وذلك على طول طريق جبلية صعبة لم يتم إصلاحها بعد، ما يجعل الشخص يدرك حجم الشقاء الذي تتخبط فيه الساكنة.
للوصول إلى القرية المعزولة مررنا من طريق ضيقة مليئة بالحفر طوال 6 ساعات مشيا على الأقدام، وصعودا عبر مسالك جبلية ذات تضاريس وعرة تفاقمها الهزات الأرضية المتكررة بين الفينة والأخرى، الأمر الذي يتسبب في المزيد من الانهيارات الصخرية.
خلال حلولنا ببؤرة الزلزال، لاحظنا تقدما حثيثاً لأشغال القوات المسلحة الملكية التي نجحت في إزالة الكثير من العوائق الترابية والصخرية بالعديد من القرى التابعة لمركز “إيغيل”، لكن مازالت دواوير أخرى “غارقة” في غياهب الأوجاع بسبب صعوبة التضاريس.