بعد جماعة النواصر، عامل الإقليم جلال بنحيون يعقد لقاء مع منتخبي جماعة اولاد صالح .
“بدأ متأخرا وانتهى مبكرا”.. بهذه العبارة وصفَ المهنيون بمنطقة مرزوكة بجهة درعة تافيلالت موسم السياحة الاستشفائية لهذه السنة، الذي قدّم مئات “الحمامات الرملية” طيلة الأسابيع الماضية للسياح المغاربة قبل أن تعطل التساقطات الأخيرة هذه “الخدمة السياحية”: “الرديمْ”؛ وهو الممارسة “الطبية” التي ترتبط في الوعي المغربي بكونها “العلاج الأكثر فعالية” للقضاء على الأدواء التي “لم يجد الطب الحديث إليها سبيلا”، من قبيل داء المفاصل أو الروماتيزم.
ومع أن النظر إلى العملية في ظاهرها يجعلها تبدو “ممارسة ريعية” يقدم فيها الإنسان الصحراوي جهده البدني فقط مقابل نيل ثمن الحفر والردم، فإنها كانت على مدار عقود “بوابة أصلية” بالنسبة لساكنة أسامر من أجل خلق رواج سياحي في الصيف. المنطقة تعرف حرارة شديدة بحكم مناخها؛ وهو ما يجعل حركية السائح الأجنبي “تقل” في الأرجاء، فيحدث ما يشبه انفراد السائح المغربي بـ”فتنة الصحراء” و”التداوي من مقدراتها الرملية”.
“نهاية مبكرة”
علي أوباسيدي، منعش سياحي بمنطقة مرزوكة، قال إن موسم “الدْفين” يبدو أنه “انتهى مبكرا هذه السنة، عكس سنوات سابقة كان يتحرك فيها زمنيا على نفس امتداد فترة الصمايم، أي إلى غاية 5 شتنبر وقد يتعداها بأيام”، مسجلا أن “الأمطار الأخيرة ساهمت في هذه النهاية غير المتوقعة، على الرغم من كون الرمال ما زالت تحافظ على سخونة معينة بعد هذه الأمطار، وقد تكون صالحة للدفن”.
وضمن توضيحاته لخبر سات، قال أوباسيدي إن “أبناء المنطقة يعرفون أن الصحراء لا تستطيع استيعاب الباحثين عن الاستشفاء حين تقل حرارتها عن 40 درجة. حينها، لا تكون رمال “العرگـ” صالحة لهذه الخدمة الصيفية التي تسديها أحشاء الرمال لإنسان خبر تأثيرها على حياته وصحته”، مستدركا بالقول: “هذا لم يحصل بمرزوكة، حتى الآن؛ فالرمال ما زالت ساخنة، غير أن التساقطات أربكت سير الموسم. ومن ثمّ، بدأ الناس يغادرون، وحتى بعض القادمين قد تتغير وجهتهم مع الاطلاع على توقعات الطقس”.
وسجل الفاعل المهني بالصحراء الشرقية الشهيرة أن “الموسم هذه السنة لديه خصوصية واضحة؛ فهو لم يبدأ مع مطلع يوليوز بسبب الرياح حينها، وأيضا بسبب غياب الموارد المالية بالنسبة للذين حصلوا على أجورهم مسبقا خلال عيد الأضحى”، مضيفا أن “انتهاء الموسم بدوره كان على غير العادة التي ألفها المهنيون ورسموا توقعاتهم على إيقاعها. التساقطات لم تكن واردة في برنامج المهنيين”، خالصا إلى أن موسم “الدْفين” لهذه السنة “بدأ متأخرا وانتهى مبكرا”.
استعدادات أخرى”
امحمد تغلاوي، مسير وحدة سياحية وسط الصحراء، قال إن “انتهاء الموسم بشكل سابق لأوانه لا غبار عليه”، مضيفا أنه “عموما، تمكن خلال هذه الأسابيع التي عرفت ذروة السياحة الاستشفائية من خلق رواج ملحوظ، على الرغم من أن المستفيد الأكبر من نسبة الإيواء هي الشقق المجهزة لهذا الغرض، والتي يعد الإقبال عليها ضمن ثقافتنا كمغاربة، لاسيما تمثلاتنا على السياحة الداخلية وبحكم التكاليف أيضا”.
وكشف تغلاوي، الذي يملك مخيما سياحيا داخل الرمال، أن “البيفواك” (المخيم) كان “مغلقا طيلة هذه الأسابيع الأخيرة التي تقل فيها حركية السياح الأجانب؛ وذلك من أجل استثمار هذه الظرفية لأجل القيام بإصلاحات مثلما يقوم العديد من الفاعلين السياحيين في هذه الفترة”، مبرزا أن “ذلك من أجل الاستعداد للذروة السياحية أو الموسم الذهبي (La haute saison) الذي يبدأ في أكتوبر عادة. هناك توقعات هذه المرة بخصوص بدايته في شتنبر المقبل”.
وكشف المتحدث عينه عن “تخوفات سائدة لدى المهنيين بخصوص اللبس السائد في وعي الأجانب حين يسمعون بأن جدري القردة موطنه إفريقيا ويقحمون المغرب في هذه المسألة التي هو “بعيد” تماما عنها”، مسجلا أن “السلطات الصحية والسياحية يتعين أن تقدم توضيحات في هذا الصدد للحفاظ على الاستراتيجية السياحية وأيضا حتى تستفيد منها مناطق الصحراء بنوع من العدل مثل وجهات مغربية أخرى، فلم يعد أحد يستطيع أن ينكر أن مرزوكة عالمية”.